مؤلفات مالك بن نبي

jeudi 3 avril 2014

التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة عند مالك بن نبي خاتمة الدرس المعرفي المستفاد من فكر مالك بن نبي/بقلم/دكتور.حسان عبدالله حسان


التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة
عند مالك بن نبي

خاتمة 
الدرس المعرفي المستفاد من فكر مالك بن نبي

أولاً:إن الوهن الفكري الذي يعانيه العالم الإسلامي هو وهن ذاتي بالأساس, نظرا لما أصاب رؤيته الكلية من تشوهات ترجع إلى عصر الجمود والتوقف الحضاري (عصر ما بعد الموحدين كما أسماه مالك بن نبي).
ثانياً:إن مشكلة العالم الإسلامي ليست في نضب أفكاره, أو عدم صلاحيتها؛ وإنما في المشكلة في تحقيق فعالية هذه الأفكار.
ثالثاً: إن المفكرين مسئولون عما حدث للعالم الثقافي من اختلال في توازنه, وعليهم إصلاح أنفسهم قبل التصدي لمعالجة الأزمة الحضارية للأمة.
رابعاً: أن أسباب الأزمة تتلخص في:
- ما ورثناه من عصر ما بعد الموحدين (أو عصر الأزمة ) والذي ورثت منه الشخصية المسلمة عوامل ضعفها: من النظرة التجزيئية, والنـزعة الذرية,, وحمل الجراثيم الثقافية والحضارية للأجيال اللاحقة.
- وهن الدفعة القرآنية, وما نتج عنه من انفصال و فصام في الشخصية المسلمة بين الاعتقاد والسلوك, بين الإيمان والواقع, بين القول والعمل.
- غياب منهجية المراجعة أو المساءلة الحضارية للذات المسلمة, واستسلامها للجمود الحضاري والرضا والقناعة العقلية عن واقعها المعاش, بصورة أقرب إلى البلادة الحضارية.
خامساً: سلك مالك في سيره نحو المعالجة الحضارية, المنهج التوحيدي المستمد من شهادة التوحيد (لا إله إلا الله) المعروف بمنهج التخلية والتحلية.
1-وفي جانب التخلية دعا مالك إلى التخلص من عناصر الأزمة والوهن الحضاري, وهذه العناصر هي: الأفكار الميتة والمميتة, والأفكار القتَّالة, والأفكار الممرضة, والفكرة الوثن, والتقاليد البالية, والماضوية, وحرفية الثقافة واللفظية, النـزعة الكمية, والتكديس,والذرية, واللافعالية أو البلدة الحضارية.
2- أما في مرحلة التحلية والتي ترتبط بالجهد النفسي والفكري الذي ينبغي أن يبذله العالم الإسلامي, لتحقيق شروط الإمكان الحضاري, فقد اشترط مالك تحقيق ما يأتي:
-إصلاح منهجية التفكير مما علق به من ازدواجية معرفية ومن توقف عن مسيرة الاجتهاد الحضاري الإنساني.
- بناء رؤية حضارية توحيدية-عن طريق مشروع تربوي إصلاحي- تتضمن غرس العناصر الأساسية للرؤية التوحيدية وما تتضمنه من قيم, وهذه العناصر هي: التوحيد, والاستخلاف, والمسئولية, والجمالية, والغائية, والأخلاقية, والعدل, والإصلاح, والأعمار ...
-تأسيس شبكة علاقات اجتماعية متماسكة على نمط الجماعة المسلمة الأولى, والتي تنتج عنها بالضرورة شبكة علاقات ثقافية قوية تتجاوز حالة الجمود والتوقف, وتعبر وتتجاوز مشكلة الثقافة.
- إصلاح مناهج التربية وتجديد الدرس التعليمي الديني (فالمسلم ليس في حاجة إلى من يلقنه عقيدته, ولكنه بحاجة لمن يعلمه استخدامها وفعاليتها في الحياة.
- إنشاء مركز استقطاب التفكير في الأمة والتي تستعيد بها الأمة رؤيتها الكلية التوحيدية وعافيتها الفكرية والثقافية
- العناية بعلوم الإنسان, وإعادة بناؤها وفقاً لرؤيتنا الكلية القرآنية, ودون ازدواج في التعاطي المعرفي لها أو إخلال في مسارات الكون التجديدية.
- إدراك السنن الكونية في الصعود والهبوط الحضاري, حتى نتمكن من تحديد موقعنا ونقطة انطلاقنا.
- تحقيق الدفعة القرآنية في مشروعنا التربوي الإصلاحي التغييري المنشود, تلك الدفعة التي تحقق بدورها " النقلة الحضارية" المرجوة. وهو ما يتطلب تجديد العلاقة المدرسية والخاصة بالدرس القرآني في الأمة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire