مؤلفات مالك بن نبي

jeudi 3 avril 2014

التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة عند مالك بن نبي التوصيــات /بقلم/دكتور.حسان عبدالله حسان


التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة
عند مالك بن نبي
التوصيــات 
يوصي البحث بما يلي:

أولاً: ضرورة عناية الباحثين بالدرس المعرفي المقارن عند التعرض للإنتاج الفكري لمالك بن نبي في ضوء الخبرات الإصلاحية لرواد الفكر الإسلامي والذين يمتلكون ذلك الإحساس الحضاري بواقع أمتهم (أي القراء المستعرضة لفكر مالك) مثال:
- المسألة اليهودية/ الصهيونية عند مالك بن نبي وجمال حمدان وإسماعيل الفاروقي وحامد ربيع.
- شروط النهضة في فكر مالك بن نبي وعلى شريعتي.
- تجديد الدرس القرآني عند مالك بن نبي ومشروع إسلامية المعرفة.
إن القراءة المستعرضة المقارنة تتيح الإدراك المتكامل لقضايا الأمة وتحقيق التواصل الحضاري والانكشاف على الداء بصورة أكثر من القراءة الجزئية أو الذرية التي أشار إليها مالك, وهو ما يتيح أيضاً تحقيق أهداف حركة الإصلاح المعرفي في " إعادة تشكيل بنية العقل المسلم " وفقاً لشروط نهضته الحضارية.

ثانياً: ضرورة العناية بإنشاء مركز استقطاب التفكير أو مراصد التوجيه (وهي من ابتكارات مالك في مجال مأسسة العمل الثقافي في الأمة) تكون مهمتها تبويب وتفصيل الإنتاج الفكري لمالك بن نبي في قضايا أمتنا المعاصرة : في الاقتصاد والسياسة والتربية والثقافة, حتى يقع نشاط الأمة وحركتها في مسار نهضتها وليس في مسار آخر.

ثالثاً: ينبغي على المفكرين والمثقفين والمربين في أمتنا إشاعة مبدأ " التفاؤلية" الذي التزمه مالك في إنتاجه الحضاري رغم المأساة التي كان يعيشها حسرة على واقع الأمة فقد كان دائما حريص على الإشارة إلى: الجيل الجديد , الأجيال القادمة , شفاء العالم الإسلامي من أمراضه.

رابعاً : ندعو إلى إصدار دورية تحمل عنوان (مشكلات الحضارة) مستوحاة أفكارها ومساراتها من الإنتاج الفكر لمالك بن نبي, و تفتح أفاقاً للتنوير والوعي والتطوير والتشغيل 

التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة عند مالك بن نبي خاتمة الدرس المعرفي المستفاد من فكر مالك بن نبي/بقلم/دكتور.حسان عبدالله حسان


التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة
عند مالك بن نبي

خاتمة 
الدرس المعرفي المستفاد من فكر مالك بن نبي

أولاً:إن الوهن الفكري الذي يعانيه العالم الإسلامي هو وهن ذاتي بالأساس, نظرا لما أصاب رؤيته الكلية من تشوهات ترجع إلى عصر الجمود والتوقف الحضاري (عصر ما بعد الموحدين كما أسماه مالك بن نبي).
ثانياً:إن مشكلة العالم الإسلامي ليست في نضب أفكاره, أو عدم صلاحيتها؛ وإنما في المشكلة في تحقيق فعالية هذه الأفكار.
ثالثاً: إن المفكرين مسئولون عما حدث للعالم الثقافي من اختلال في توازنه, وعليهم إصلاح أنفسهم قبل التصدي لمعالجة الأزمة الحضارية للأمة.
رابعاً: أن أسباب الأزمة تتلخص في:
- ما ورثناه من عصر ما بعد الموحدين (أو عصر الأزمة ) والذي ورثت منه الشخصية المسلمة عوامل ضعفها: من النظرة التجزيئية, والنـزعة الذرية,, وحمل الجراثيم الثقافية والحضارية للأجيال اللاحقة.
- وهن الدفعة القرآنية, وما نتج عنه من انفصال و فصام في الشخصية المسلمة بين الاعتقاد والسلوك, بين الإيمان والواقع, بين القول والعمل.
- غياب منهجية المراجعة أو المساءلة الحضارية للذات المسلمة, واستسلامها للجمود الحضاري والرضا والقناعة العقلية عن واقعها المعاش, بصورة أقرب إلى البلادة الحضارية.
خامساً: سلك مالك في سيره نحو المعالجة الحضارية, المنهج التوحيدي المستمد من شهادة التوحيد (لا إله إلا الله) المعروف بمنهج التخلية والتحلية.
1-وفي جانب التخلية دعا مالك إلى التخلص من عناصر الأزمة والوهن الحضاري, وهذه العناصر هي: الأفكار الميتة والمميتة, والأفكار القتَّالة, والأفكار الممرضة, والفكرة الوثن, والتقاليد البالية, والماضوية, وحرفية الثقافة واللفظية, النـزعة الكمية, والتكديس,والذرية, واللافعالية أو البلدة الحضارية.
2- أما في مرحلة التحلية والتي ترتبط بالجهد النفسي والفكري الذي ينبغي أن يبذله العالم الإسلامي, لتحقيق شروط الإمكان الحضاري, فقد اشترط مالك تحقيق ما يأتي:
-إصلاح منهجية التفكير مما علق به من ازدواجية معرفية ومن توقف عن مسيرة الاجتهاد الحضاري الإنساني.
- بناء رؤية حضارية توحيدية-عن طريق مشروع تربوي إصلاحي- تتضمن غرس العناصر الأساسية للرؤية التوحيدية وما تتضمنه من قيم, وهذه العناصر هي: التوحيد, والاستخلاف, والمسئولية, والجمالية, والغائية, والأخلاقية, والعدل, والإصلاح, والأعمار ...
-تأسيس شبكة علاقات اجتماعية متماسكة على نمط الجماعة المسلمة الأولى, والتي تنتج عنها بالضرورة شبكة علاقات ثقافية قوية تتجاوز حالة الجمود والتوقف, وتعبر وتتجاوز مشكلة الثقافة.
- إصلاح مناهج التربية وتجديد الدرس التعليمي الديني (فالمسلم ليس في حاجة إلى من يلقنه عقيدته, ولكنه بحاجة لمن يعلمه استخدامها وفعاليتها في الحياة.
- إنشاء مركز استقطاب التفكير في الأمة والتي تستعيد بها الأمة رؤيتها الكلية التوحيدية وعافيتها الفكرية والثقافية
- العناية بعلوم الإنسان, وإعادة بناؤها وفقاً لرؤيتنا الكلية القرآنية, ودون ازدواج في التعاطي المعرفي لها أو إخلال في مسارات الكون التجديدية.
- إدراك السنن الكونية في الصعود والهبوط الحضاري, حتى نتمكن من تحديد موقعنا ونقطة انطلاقنا.
- تحقيق الدفعة القرآنية في مشروعنا التربوي الإصلاحي التغييري المنشود, تلك الدفعة التي تحقق بدورها " النقلة الحضارية" المرجوة. وهو ما يتطلب تجديد العلاقة المدرسية والخاصة بالدرس القرآني في الأمة.

التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة عند مالك بن نبي/بقلم/دكتور.حسان عبدالله حسان


التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة
عند مالك بن نبي

بحث مقدم إلى
الملتقى الوطني الثاني حول " المشروع الحضاري عند مالك بن نبي وأسئلة الراهن"
جامعة زيان عاشور- الجلفة- الجزائر
4-5 مارس 2013م-1434هـ

دكتور.حسان عبدالله حسان

تهتم هذه الورقة بتحليل الدرس المعرفي والمنهجي للأزمة الحضارية لأمتنا ومعالجتها عند مالك بن نبي, من خلال محورين أساسيين:

المحور الأول: التصور الفكري للأزمة الحضارية عند مالك بن نبي, أي مرحلة تشخيص الداء الذي تعاني منه الأمة وأسبابه, والتي تنقسم بدورها إلى عاملين هما العوامل الداخلية الذاتية, والثاني: العوامل الخارجية المتمثلة في استعمار.

المحور الثاني: منهجية المعالجة أو سبل الخروج من الأزمة الحضارية عند مالك بن نبي, والتي قسمت أيضا إلى مرحلتين متكاملتين, الأولى, مرحلة "التخلية" من العناصر التي أحدثت الأزمة والتي ما زالت متأصلة في البناء الفكري والتربوي للمسلم المعاصر, والتي حددها مالك في إحدى عشرة عنصراً تحتاج إلى هدم و تخلية, أما المرحلة الثانية فهي مرحلة " التحلية" أو البناء الحضاري للأمة بغرس عناصر ذلك البناء الحضاري في برامجها الفكرية والتربوية والثقافية والتي استخلصنا منها سبعة عناصر جوهرية تمثل أعمدة ذلك البناء المنشود.
هذه الورقة تهدف بالأساس إلى إشاعة التنوير الفكري بأفكار مالك بن نبي في البناء الحضاري, وحاجة أمتنا إلى هذه الأفكار سواء كانت في مرحلة الضعف-كما هو حادث- أو مرحلة البناء كما هو مأمول إن شاء الله.
كما تهدف الورقة إلى إبراز منهجية مالك بن نبي في التشخيص لداء الأمة, وكذلك منهجيته في وصف الدواء الناجع من صيدلية الأمة ونموذجه المعرفي الحضاري التوحيدي.
 — 

الأعربة/بقلم الاستاذ رؤوف بوقفة.

الأعربة :
قال تعالى :﴿ الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {97} وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {98} وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {99}﴾(سورة التوبة)
﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ {101} وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {102} ﴾ (سورة التوبة)
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {14} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15} (سورة الحجرات)
لغة :
يقال: رجل عربي. إذا كان نسبه في العرب وجمعه العرب. كما تقول مجوسي ويهودي، ثم يحذف ياء النسبة في الجمع، فيقال: المجوس واليهود، ورجل أعرابي، بالألف إذا كان بدوياً، يطلب مساقط الغيث والكلأ، سواء كان من العرب أو من مواليهم، ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب ( تفسير الرازي )
اصطلاحا:
سكان البادية وهم أقسى قلباً وأجفى قولاً وأغلظ طبعاً وأبعد عن سماع التنزيل ( تفسير القرطبي)
وقد وردت روايات كثيرة عن جفوة الأعراب :
" قال الأعمش عن إبراهيم قال: جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان، وهو يحدث أصحابه، وكانت يده قد أصيبت يوم " نهاوند " ، فقال الأعرابي: والله إن حديثك ليعجبني، وإن يدك لتريبني! فقال زيد: وما يربيك من يدي؟ إنها الشمال! فقال الأعرابي: والله ما أدري اليمين يقطعون أم الشمال! فقال زيد ابن صوحان: صدق الله ورسوله: { الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله }
" وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، عن رسول الله - - قال: " من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن ".
ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي لم يبعث الله منهم رسولاً، وإنما كانت البعثة من أهل القرى كما قال تعالى:﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ﴾
" ولما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله - - فرد عليه أضعافها حتى رضي ,قال :" لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي أو ثقفي أو أنصاري أو دوسي " لأن هؤلاء كانوا يسكنون المدن: مكة والطائف والمدينة واليمن، فهم ألطف أخلاقاً من الأعراب لما في طباع الأعراب من الجفاء.
و عن عائشة، قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله - - فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ قالوا: نعم! قالوا: لكنا والله ما نقبل! فقال رسول الله - - وما أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة؟ ".
وكثير من الروايات يكشف عن طابع الجفوة والفظاظة في نفوس الأعراب. حتى بعد الإسلام. فلا جرم يكون الشأن فيهم أن يكونوا أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، لطول ما طبعتهم البداوة بالجفوة والغلظة عندما يقهرون غيرهم؛ أو بالنفاق والالتواء عندما يقهرهم غيرهم؛ وبالاعتداء وعدم الوقوف عند الحدود بسبب مقتضيات حياتهم في البادية.( تفسير سيد قطب)
التحليل :
الأعراب جزء من التركيبة الاجتماعية , وهم ضرورة لحفظ التوازن الاجتماعي , والذي يهمنا في هذا الموضوع هو دراسة طبيعة الشخصية الأعرابية من الناحية الفكرية ,هذه الطبيعة قد ساهمت الظروف الطبيعية القاسية من الجفاف و ندرة المياه وقلة مواطن الكلأ في تشكيلها ,وان حاولنا تحديد مميزات الفكر الأعرابي نجده:فكر اندفاعي هجومي ,لا فكر دفاعي متأني وهو فكر سطحي مظهري تبسيطي , تجزيئي , شيئي
أما فكر اندفاعي هجومي :
فلأن الإستراتجية القتالية الأعرابية بسبب المكان المنبسط , المنكشف , الغير محمي أو المحصن بحواجز طبيعية كالجبال أو من صنع البشر كالقلاع أو الحصون , يعدم الدفاعات ولا تقوم لها قائمة وبالتالي الإستراتيجية الوحيدة القائمة هي الإغارة
كما قال امرؤ القيس:
مكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معًا . . . . . . كجلمودِ صخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ من عَلِ
وقول زهير بن أبي سلمى
وَمَا الْحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيثِ الْمُرَجَّمِ
وقول عنتر بن شداد:
هَلاَّ سَأَلْتِ الْخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الْوَقِيعَةَ أَنَّنِي أَغْشَى الْوَغَى، وَأَعِفُّ عِنْدَ الْمَغْنَمِ
وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الْفَمِ
فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ الَّتِي لاَ تَشْتَكِي غَمَرَاتِهَا الْأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَا أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الْأَدْهَمِ
فالحرب عند الأعراب ( سكان البادية ) لا تعتمد على إستراتيجية الحصار ولا غيرها من الاستراتيجيات التي تعتمد على التخطيط والذكاء والدهاء والخداع والمراوغة وذلك بسبب التركيبة الجيوسياسية للبيئة البدوية وهذا ما أثر على الفكر الأعرابي وجعله فكر مباشر هجومي اندفاعي غير تريثي ولا ترددي ,لأن التريث والصبر والتردد والدفاع أخطاء قاتلة تكلف القبيلة حياتها في البيئة الأعرابية.
أما فكر وصفي :
فهو يكتفي بالتوصيف دون التدرج للتحليل والتركيب حتى في السياقات الشعرية من غزل وهجاء ومدح وفخر ورثاء وعتاب لا تخلوا من التوصيف البسيط الذي مادته الطبيعة فعلي بن الجهم الأعرابي لما قدم على المتوكل العباسي مادحا ،أنشده قصيدة ، منها :
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا كثير الذنوب
وسيمات الفكر الأعرابي حين تخرج عن سياقها الطبيعي ( البادية ) لتخترق الفكر الديني في إطار أعربة الفكر الإسلامي تعمل على تقليص دائرة الإنسانية من الفكر الديني ودائرة الرحمة ولأن العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يبعثوا في البادية بل في المدن , و لأن النص الديني جاء بلسان القوم الذي فيهم نزل وما تحمل اللغة من دلالات مكانية وثقافية مدنية تختلف عن الثقافة الأعرابية , فان فهم النص الديني يجب أن يكون حضري (مدني) لا أعرابي , لكن المتتبع لتاريخية الفكرة الدينية الإسلامية يجد تسلل الفكر الأعرابي لها وسيطرته عليه فيما يعرف بأعربة الفكر الاسلامي.
بوقفة رؤوف

dimanche 30 mars 2014

تغير القيم/بقلم الاستاذ رؤوف بوقفة


تغير القيم ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ النمل (56) - حين تتغير القيم وتنقلب المفاهيم يتحول الصواب إلى خطأ والخطأ إلى الصواب ويصبح الطهر والتعفف والتنزه عن اقتراف الفحش بأنواعه وأصنافه من قولي وجسدي وفكري وسياسي وأخلاقي وثقافي جريمة عقوبتها الإقامة الجبرية والعزلة والحصار والتضييق والمضايقات و بث الإشاعات والنفي من البلاد وربما الاغتيال … ليتحول في إطار سياسة ممنهجة منظمة من برنامج سياسي إلى مطلب جماهيري , تشارك فيه كل الفاعليات المدنية من جمعيات ومنظمات وأحزاب ونقابات ويصبح صاحب الحق والحقيقة غريبا يردد بينه وبين نفسه ما ردده عَلِيًّ كرم الله وجهه يَوْمَ صِفِّينَ في حسرة وتأوه وألم وهو يعض على يديه ، وَيَقُولُ:" يَا عَجَبًا أُعْصَى وَيُطَاعُ مُعَاوِيَةُ." حين يصبح الفساد عادي والانحلال عادي والجهل عادي والتفسخ عادي وثقافتنا شعارها " عادي في بلادي" أو ثقافة النورمال (normal) وتصبح الثقافة الشعبية متجسدة في أمثالها تؤكد هذا المسعى وتجعل منه تحول اجتماعي فيقول المثل :" دير (افعل ) كيما (مثل) جارك او حول باب دارك " لقد قال عثمان رضي الله عنه من قبل (ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني ) وهذا الود او التمني طبيعة نفسية في الإنسانية لكن النظام الاجتماعي يفعّل هذا الود ويزيد في هذا التمني لأجل تطبيقه وتعميمه ليتحول من ظاهرة فردية الى ثقافة اجتماعية : ﴿ إن اللذين يحبون أن تشيع الفاحشة في اللذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون ﴾ وهذا الفحش ليس فحش الفرج فقط بل الفحش بجميع أنواعه ومختلف أشكاله وأهمها وأخطرها الفحش الحضاري الذي يحل كعلامة كبرى لسقوط الحضارة : ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ الإسراء (16) - ولنوضح صورة كيفية تغير وتبدل القيم والمفاهيم التي تبتدئ من السلطة الحاكمة ثم يتبناها المجتمع في ضل غياب دور العلماء الذين من المفروض يمثلون دور حراس القيم : " يروى أن حاكم إحدى البلاد البعيدة أصابه مرض خطير فلم يجد الأطباء لعلاجه سوى قطع أنفه،استسلم الحاكم لأمر الأطباء وقاموا بإجراء اللازم...وبعد أن تعافى ، ونظر إلى وجهه البشع دون أنف، وليخرج من هذا الموقف المحرج، أمر وزيره وكبار موظفيه بقطع أنوفهم، وكل مسئول منهم صار يأمر من هو أدنى منه مرتبه بأن يقوم بقطع أنفه .. إلى أن وصلت كافة موظفي الدولة وكل منهم عندما يذهب إلى بيته صار يأمر زوجته وكل فرد من أهل بيته بقطع أنفه مع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة، وجزء من ملامح أهل هذه البلدة فما أن يُولد مولود جديد ذكر أو أنثى إلا ويكون أول أجراء بعد قطع حبله السري هو قطع أنفه،بعد سنوات مرّ أحد الغرباء على هذه البلدة وكان ينظر إليه الجميع على أنه قبيح وشاذ لأن له شيء يتدلى من وجهه .. هو أنفه السليم فبحكم السلطة، وبحكم العادة التي صارت جزءا من شكل هذا المجتمع الصغير ، وهذه البلدة النائية صار الخطأ صواب وصار الصواب خطأ فطفقوا يضحكون عليه وعلى وجود أنف على وجهه : يا للهول انظروا إلى هذا الكائن الغريب الشكل ذو الأنف !! هكذا قال أغلب الناس "

عمودي ليوم الإثنين 2014/03/31 حزب مالك بن نبي !.Haroun Omar

القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش ** الحلقة (23)

القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش ** الحلقة (23)
اقتناعه الشحصي
مقياسه الظاهري
مقياسه العقلي
السلام عليكم .. مساء الخير
موضوع اليوم هو اقتناعه الشخصي
مقياسه الظاهري
مقياسه العقلي
هذا الموضوع الذي يقع دائما في سياق كفية الوحي عند المؤلف مالك بن نبي
نواصل من حيث توقفنا في الجلسة الماضية في منتصف ص 151 .. حيث يستمر المفكر مالك بن نبي في الحديث عن المقياس العقلي وأيضا الظاهري لوقوع ظاهرة الوحي مميزا لها عن الظواهر النفسية العادية التي تقع لجميع الناس والتي يمكن إخضاعها للدراسات العلمية النفسية كما أراد الدارسون الغربيون ومنهم المستشرقون وحتى تلاميذهم العرب والمسلمون التعامل مع ظاهرة الوحي من إجل الوصول إلى نفيها .. يتحدث مالك عن الحالة الأولى لتلقي الوحي وفي هذا يعتبر الرسول هو الشاهد "الممتاز" على حدوث الظاهرة أي أنه لا شاهد آخر غيره مما يعني أن الظاهرة خاصة ولا يشترك فيها معه أحد اللهم إلا مثيلاتها لدى الأنبياء والمرسلين ويبقى ما هو خاص به لا يشاركه فيه أحد .. ويذهب مفكرنا في هذا الصدد إلى حد اعتبار جهاز الاستقبال الحسي والملاحظة عند الرسول (ص) يتميز عن مثيله عند بقية البشر يقول: (وفي محيط النبوة يمكن أن نتصل بوضع خاص بالنبي في استقبال موجات ذات طبيعة خاصة). مما يدفع إلى التساؤل هل طبيعة الجسم النبوي وأحاسيسه بالتالي تختلف عن تلك التي لجميع الناس؟ وإن كان سياق حديث فيلسوفنا لا يذهب هذا المذهب بل يؤكد البشرية الخالصة لشخص النبي لكنه في مسألة الوحي يجعله متكيفا مع هذه الظاهرة الخاصة ومكتسبا لقدرات ربما يمكن لجميع البشر أن يكتسبوها لو مروا بنفس التجربة وهكذا يضرب مالك بن نبي عصفورين بحجر واحد هما الحفاظ على الطبيعة البشرية الصرفة لشخص الرسول وفي ذات الوقت تميزه عن باقي الناس نتيجة تكيف يحصل له بسبب تعامله مع ظاهرة الوحي الخاصة به كواحد من الأنبياء والرسل وليست متيسرة لجميع البشر الآخرين لا بطبيعتهم ولكن لأنهم لم يمروا بنفس الحالة ولم يخوضوا نفس التجربة. ثم يروي المؤلف الحالة النفسية الصعبة لتلقي الوحي في المرة الأولى ثم في الثانية حيث حضر جبريل حسيا في هيئة رجل شاهده محمد رسول الله وتلقى منه أمر "اقرأ". نهاية ص 151. في الصفحة الموالية 152 يواصل المؤلف وصف الظاهرة التي جاءت هذه المرة مسموعة ومرئية وهي تثبت بما يدع مجالا للشك أنها ليست خيالا ولا هلوسة وإنما هي ظاهرة حقيقية لا يرقى إليها الشك ولا يتطرق بأي حال من الأحوال في منظور النقد الذاتي للنبي وهو يتأكد مما يعتري حواسه وشخصه من معاناة كبيرة لظاهرة لم يسبق له معرفتها ولا التعامل معها .. ومما يزيد الظاهرة تأكيدا هو أمر القراءة الموجه إلى أمي يقول بن نبي وهذا تكون المشاهدة التي قام بها النبي للظاهرة محيرة ومتشابكة مختلطة مما يجعله يحزم أمره ويعود سريعا من غار حراء إلى مكة مضطربا كما لم يحصل له أبدا خائر القوى في حاجة إلى من يساعده ويطمئنه فتقوم خديذة بما أمكنها من ذلك فينام إلا أنه يستفيق مرتعبا على صوت كان قد استمع إليه في غار حراء يناديه (قم فأنذر) .. [المدثر 2/74]
ولأول مرة هنا يدرك النبي أهمية ظاهرة الوحي في حياته الخاصة مما جعله يعبر عن ذلك الاقتناع محدثا خديجة: (لقد أمرني جبريل أن أنذر الناس, فمنذا أدعو, ومنذا يستجيب؟), إنه يقين يقول مالك بن نبي نلاحظ فيه شكا بالرغم من أنه يقين لا يتزعزع حتى نهاية الدعوة ومما يشهد على ذلك جوابه لعمه أبي طالب عندما عرضت عليه قريش عروضا مغرية ليتخلى عن الدعوة مقابلها, لكنه مع ذلك لم يكن متيقنا من النجاح نظرا للوضع الخارجي الصعب .. ما ذا يكون رد فعل الناس؟ إن استجابتهم شبه مستحيلة بالرغم من اليقين الذي لا يتزعزع الحاصل في نفس الرسول على أن الدعوة رسالة ربانية لا ريب فيها (نهاية ص 152) .. ولنتوقف هنا لنشرع في المرة القادمة من بداية ص 153.
______________

صفحة مالك بن نبي المفكر الجزائري العالمي المعاصر

صفحة مالك بن نبي المفكر الجزائري العالمي المعاصر

jeudi 27 mars 2014

من اقوال مالك بن نبي


من أقوال مالك بن نبي


من أقوال مالك بن نبي


من اقوال مالك بن نبي


من أقوال مالك بن نبي


حضارة السراب :/رؤوف بوقفة

حضارة السراب :

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39) 
ينتج الفكر الأعرابي حضارة سرابية شيئية والتي قوامها تجميع الأشياء فهي حضارة تراكمية تجميعية للأشياء المادية وكما أن تجميع اللبنات مع الرمل و الماء و الاسمنت لا يعطي لنا جدار إسمنتي بل يعطي لنا كومة أشياء فكذلك قوام الحضارة الشيئية حضارة لا تقوم على فكرة ولا على الأشخاص بل على الأشياء فان حدث وسقطت الأشياء سقطت الحضارة ولم تقم لها قائمة بعد ذلك , فالحضارات التي قامت على الأفكار إن حدث ودمرت بفعل الحروب ( اليابان وألمانيا مثلا) فإنها سرعان ما تعاود النهوض لكن الحضارات التي قامت على الأشياء ( البترول مثلا) فانه في حالة حدوث كارثة بشرية (حروب) أو طبيعية ( زلزال...) أو نفاذ البترول فإنها ستنهار ولن تقوم لها قائمة فنماذج (ما يفعله أغنياء البترول العرب بثروة البترول من بطر وتبذير في بذخ أسطوري مبتذل لم يعد مقبولاً لا بمقاييس الأخلاق ولا الذوق الرفيع ولا أحكام الــــدين. 
وهي أفعال تتساوى في مساوئها وسقوطها في سلُّم القيم الإنسانية على مستوى الأفراد والمسؤولين في مؤسسات الحكم المختلفة.
على مستوى الأفراد لا يحتاج المراقب لأكثر من التجوال في شوارع لندن التجارية ومناطق سكنها الفاحشة الأثمان ليرى العجب العجاب.
فأن يسوق شباب خليجيون سيارات فارهة مطلية بالذهب وتصل أسعار بعضها إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني، أو أن يفاخر أحدهم بأنه اشترى رقم سيارته في مزاد علني في بلاده بتسعة ملايين جنيه، أو أن يتبختر أحدهم بأنه نقل سيارته الأعجوبة من بلاده إلى لندن بواسطة طائرته الخاصة، أو أن يزور أحدهم متجر مجوهرات فلا يخرج منه إلاُ وقد صرف عشرين مليون جنيه، أو أن يدفع بعضهم مئة مليون جنيه لشراء شقًّة فاخرة تطلُّ على منتزه هايد بارك، فأن يحدث كل ذلك من قبل أناس لم يمارسوا قط الإنتاج أو الإبداع أو العمل المضني فانه بطر مجنون لا بد من طرح ألف سؤال وسؤال بشأنه كظاهرة مرضية تثير الغثيان ولا بد أيضاً من مساءلة المجتمعات والأنظمة السياسية التي فرًّخت تلك الظاهرة العبثيًّة.
على مستوى الحكومات تعبت الأقلام وجفًّ حبرها وهي تكتب عن عبثية الصًّرف على شراء أسلحة لا تستعمل، على إعلام يهبط بأذواق الناس ويكذب عليهم ويقودهم إلى جحيم الصٍّراعات المذهبية والقبلية والعرقية، على قصور ويخوت وطائرات خاصة عزًّ نظيرها في قصص ألف ليلة وليلة، على اقتصاد ريعي لا يبني تنمية إنتاجية - معرفية مستدامة وإنٌّما يلعب بالمال البترولي في ساحات القمار والمضاربات العقارية والأسهمية ومن ثمًّ تذرف الحكومات الدًّمع على تراجع خدماتها الأساسية الإنسانية في حقول الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للأطفال والمسنٍّين والعجزة والمهمُّشين والفقراء، وماذا تفيد دموع التماسيح وعجز الإرادة.
لكن دعنا نورد لهؤلاء وأولئك ما حدث لدولة الأرجنتين، دولة السًّمن والعسل في القرن التاسع عشر فلعلُّنا نأخذ العبر قبل فوات الأوان.
يذكر الكاتب الإنكليزي ألن بيتي في كتابه ' الاقتصاد الكاذب ' الذي يراجع تاريخ الاقتصاد في العالم، بأن الاقتصاد الأرجنتيني كان مشابهاً إلى حد كبير و واعداً بنفس المستوى للاقتصاد الامريكي. لقد كان كلاهما بلداً زراعياً وغنياً.
لكن مع مرور الوقت استعمل الامريكيون فائض ثروتهم الزراعية الهائلة لبناء اقتصاد صناعي من خلال استيرادهم للفكر الصناعي الأوروبي.
أما الأرجنتين فإنها استعملت فوائض ثروتها الزراعية الكبيرة لاستيراد بضائع البذخ والرفاهية من أوروبا ولصرف جزء كبير من تلك الثروة على حياة البذخ والابتذال التي عاشتها الأقلية الفائقة الغنى الأرجنتينية في مدن أوروبا.
ونتيجة لذلك الفرق الهائل في الفهم والفعل بين البلدين انتهت أمريكا بالتقدم الزراعي والصناعي والتكنولوجي الهائل الذي نراه أمامنا، بينما انتهت الأرجنتين بإعلان إفلاسها المدوي منذ عشر سنوات وهبوطها من عاشر اقتصاد في العالم في الخمسينات من القرن الماضي إلى البؤس الذي تعيشه الآن كدولة من العالم الثالث الذي يكافح ويتعثًّر في نموه.
الأغنياء في الأرجنتين الذين ملكوا ثروة بلادهم الأساسية، ولكنهم ببلادة وطيش أضاعوها عبر العصور، يشبهون إلى أبعد الحدود أغنياء البترول في بلداننا، من الذين يتحكمون في ثروة هائلة وناضبة، ويمارسون نفس السًّفه:
إنهم يكتفون باستيراد البذخ وعيش البذخ ويرفضون تنمية العلم والتكنولوجيا والإنسان واستيراد الأفكار العظيمة القادرة إلى الدفع إلى الأمام.
إنهم سيدفعون بلداننا، عاجلاً وآجلاً، نحو نفس المصير الأرجنتيني:
إضاعة فرصة تاريخية قد لا تعود وانحدار تدريجي نحو الإفلاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
عبر قرنين من الزمن عرفت عواصم الغرب سفهاً أرجنتينيا أضاع البلاد وأفقر العباد، وذلك من قبل أقليًّة معتوهة جاهلة.
اليوم تجوًّل في عواصم الغرب لترى أقلية عربية معتوهة جاهلة تفعل الأمر نفسه وتقود نحو إضاعة البلاد وإفقار العباد.) (مقال بعنوان : ثروة البترول العربية ودرس الأرجنتين لعلي محمد فخرو ) 
وبالتالي فالحضارة الشيئية حضارة كاذبة سرابية واهمة كجنة المسيح الدجال أو مثل السراب وسط الصحراء فأصحاب الحضارة السرابية يحسبون انهم متحضرين قد بلغوا أوج الحضارة ينظرون لغيرهم نظرة دونية فان حدث الظمأ الحضاري بسبب نفاذ الثروات الباطنية من بترول وغاز اكتشفوا وهم حضارتهم وسرابها وزيفها فكانوا بحق في دائرة الكفر الحضاري لأنهم كانوا مؤمنين بالصنمية الحضارية القائمة على الشيئية لا الحضارة المتكاملة بأقانيمها الثلاثة أقنوم الانسان (المورد البشري ) وأقنوم الوقت وأقنوم التراب "لأن الحضارة هي التي تلد منتجاتها وسيكون من السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة حين نريد أن نصنع حضارة من منتجاتها "( شروط النهضة ص 47 بن نبي) " والعالم الاسلامي يعمل منذ نصف قرن على جمع أكوام من منتجات الحضارة,أكثر من أن يهدف الى بناء حضارة " ( ن م ص 48)
والحضارة السرابية حضارة قائمة على السفه الفاعلون فيها سفهاء وجب الحجر عليهم , وقد عمل الفاعلون فيها على نشر السفه أفقيا وجعله يخالط ويمس كافة الفئات الاجتماعية والعمرية كوسيلة لحماية نفوذهم وحكمهم فحكام الحضارة السرابية يعملون على توفير حضارة الشهوة واللذة والمتعة والنشوة بحجة عدم نسيان نصيبنا في الدنيا في إطار الحلال باستيراد المنتجات الحضارية , بينما يعملون جاهدين على إقصاء الفكر والعقل من حضارتهم الوهمية ,لأن الفكر والعقل سيعمل على إيقاظ أهل الحضارة السرابية فيكتشفون أنهم كانوا يعيشون في حلم وردي جميل وزيف واقعي كبير فيعملون على تغيير واقعهم بداية بتغيير مسئوليهم بعد أن يحملوهم السبب في عيشهم حضارة سرابية ستكون هزاتها الارتدادية وبالا عليهم وان كنا منعنا شرعا أن لا نؤتي أموالنا للسفهاء ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ النساء (5) - فالأوجب منه أن لا نؤتي أوطاننا للسفهاء حتى لا يقيموا لنا حضارة سرابية ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39) 
بوقفة رؤوف

lundi 24 mars 2014

تجليات النص المقدس: /رؤوف بوقفة

تجليات النص المقدس:
النص الديني , نص مقدس ثابت لا يتغير ,
﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾( فصلت 42) وهو مع هذا يتجلى في ثلاث مراتب للفهم  مرتبة الإسلام , مرتبة الإيمان, مرتبة الإحسان)
وتجليات النص المقدس توقيفية من منزل الكتاب : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ , فليس بمقدور الفكر أن يزيد مرتبة للتجلي أو يقصي مرتبة , لكن للفكر أن يجتهد ضمن النسق المعرفي لتجليات النص المقدس , فتكون بذلك الفكرة الدينية ذات صبغة اسلاموية أو ذات صبغة إيمانية أو صبغة احسانية :﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُون﴾ (البقرة 138) وكلها في إطار الفكرة الإسلامية بثلاث مستويات للفكرة : المستوى الأول للفكرة الدينية والمستوى الأوسط للفكرة الدينية والمستوى الأسمى للفكرة الدينية ,المستوى الأسمى ألإحساني يضم في مستواه المستوى الأول والثاني للفكرة ويرقى بهما وعليهما , بينما المستوى الثاني الإيماني يضم في مستواه المستوى الأول الاسلاماوي ويعلو عليه
وكثير من أصحاب المستوى الأول للفكرة الدينية ( الفكرة الدينية الاسلاموية ) هم الذين يحجرون على الفكرة الدينية , باعتقادهم أن المستوى الأول للفكرة الدينية هو المستوى الأوحد وأن الفهم الاسلاماوي هو الفهم الأصوب ,باعتبارهم الفرقة الناجية
وهذا الفهم الذي يشكل خطرا على الفكرة الدينية لأنه يقولبها في صنمية تمنعها من النمو والتحرر , فكر بدائي موجود منذ القدم ,لا تخلوا منه أمة فالشعب اليهودي ناد به من قبل وما زال صنف منه يدعيه ليتسلل بعدها للأمة المسيحية : " فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ " ( إنجيل لوقا 7 16)
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ (المائدة (18 ثم استبد بالأمة الإسلامية بعد أن نفضت باقي الأمم عقولها منه ,فكل طائفة منا تدعي أنها هي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وهذا الفكر وان اتخذ الدين غطاءا له فانه بعيد عن روح الدين إن لم نقل منافيا لها ,يؤمن بحرفية النص وبظاهر القول دون إعمال للعقل ولا تفعيل للقلب , فهو تجسيد للعقد النفسية الفردية منها والجماعية يغالي في الاحتياط حتى ترك للدين الرحمة نصيا ونزعها من قلوبهم فعليا مجسدا الظاهرة الفرعونية في قوله تعالى :﴿ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ (غافر29 (فنظرته للأمور نظرة شيئية ,جزئية ,سطحية ,يركز على مسائل الخلاف ويصنف من خلالها الناس فجعل الفكرة الدينية/الخطاب الديني كله جرح وتعديل ويصنف من خلاله الناس ,يحتكر وحده الحقيقة كفكر إقصائي لا يؤمن بالآخر ولا بالتكامل والتنوع ...
والإسلام كخاتم الرسائل والمهيمن عليها :﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾( المائدة 48) دين مرحلي يصاحب الإنسان في مراتب الارتقاء الحضارية ,حيث تبدأ الرحلة بمحطة الإسلام الذي وضح الرسول أركانه في قوله : {بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ){ رواه البخاري ومسلم .)
ثم نصل إلى المحطة الثانية , محطة الإيمان والتي قال فيها الرسول :{ أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره .}
لنصل بعدها للمحطة الأخيرة , محطة الإحسان والذي قال فيه الرسول : {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.{
جاءت مجتمعة في الحديث عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: {بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .
هذه هي المرحلية الحركية للإسلام الحضاري التي وجب على أصحاب الفكرة الدينية مواكبة خطابهم الديني لها , لكن للأسف بعض أصحاب الفكر الديني اكتفوا من هذه المرحلية الحركية بالمحطة الأولى فقط فجاء فكرهم الديني اسلاماوي وهم عن جهل لا يعرفون أن الرحلة لم تنته ومازالت محطتين مهمتين , لذلك جاء خطابهم الديني مضرا للإسلام , مشوها له ,مسيئا إليه
ولقد هيمن الفكر الديني الاسلاماوي على الخطاب الديني واحتكره لوحده ,فأصبح هو الناطق الرسمي للنص المقدس والمفسر له والمتحدث باسمه , وهذه الهيمنة ,ليست بهيمنة فكرية نتيجة قوة الطرح و ملائمته وموائمته للمتغير بل لأنه قبس أثر من تجلي النص الديني
إن هيمنة الفكر الاسلاماوي على الخطاب الديني ,جاء نتيجة تبني أنظمة شمولية له مجسدة إياه بفكرة القوة , مسخرة في ذلك المال العام لخدمته وتصديره وانتشاره وتعميمه ومحاربة في نفس الوقت الفكر الايماني والفكر الاحساني لأنهما يهددان الأنظمة الشمولية المستبدة باسم الدين في معقلها , فيصبح المجتمع المسلم مجتمع موجه ويتحول الدين الذي هو ثورة الشعوب ومحررها وفق الفكرة الدينية الايمانية والاحسانية الى أفيون يخدر الشعوب وينومها , فالدين الذي يحجر على العقل ويحارب الإبداع بدعوى الابتداع ويحارب التطور السنني هو دين نتاج خطاب ديني اسلاماوي ,جاء لخدمة مصالح الحكام وحلفاؤهم من رجال دين البلاط مهما تعددت المسميات واختلفت المسببات.

الخطاب الديني /رؤوف بوقفة


الخطاب الديني :
نقصد بالخطاب الديني الترجمة السلوكية للفكرة الدينية من المرسل إلى المتلقي الذي هو المجتمع
وبهذا فالخطاب الديني لا يقتصر على اللغة فقط كوسيلة إيصال واتصال لترجمة لإيضاح الفكرة الدينية ,فالفكرة الدينية التي تصدر من مرجعية دينية متمثلة في فتوى الجهاد ,يحث من خلالها الشباب المسلم للنفير العام لممارسة الجهاد في دولة مسلمة أخرى باعتبارها ارض جهاد واعدا إياهم بحور العين في الفردوس الأعلى بينما يكتفي هو بالخطاب الإعلامي والجهاد اللفظي التعبوي التحريضي فقط و لا يكون القدوة بنفسه والسّباق بجسمه وبأولاده ,ليذهب بعد خطبته المجلجلة إلى مصيف غربي يقضي فيه إجازته الصيفية ,بينما أولاده يواصلون دراستهم في أرقى الجامعات الأجنبية ...
فخطابه هذا لا يعتبر خطاب ديني – ونحن هنا لا نناقش فكرته الدينية في حد ذاتها ومدى مشروعيتها وموضوعيتها فذلك موضوع آخر نعالجه في مقال آخر- بل نركز على خطابه الذي يعتبر شحن عاطفي وتوجيه لطاقة إيمانية شبابية ,توجيه استغلالي انتهازي لم يتولد عن قناعة ذاتية ولا رغبة إيمانية بل على مصالح دنيوية 
فالخطاب الديني هو الترجمة الواقعية للفكرة الدينية كسلوك اجتماعي حضاري ,يجمع ولا يفرق ,يبني ولا يهدم ,وهو بذلك قول مقترن بعمل يتخير الزمن والمكان وتبدل الأحوال وتفاوت العقول فعنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ:" مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلا كَانَ فِتْنَةً عَلَيْهِمْ " . مسلم في مقدمة صحيحه :ج1/ص10المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي ص 362 جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج1 ص539
وعن الإمام عَلِيٌّ كرم الله وجهه :"َحدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ."صحيح البخاري ج1 ص37
وروى أبو الحسن التميمي في كتاب العقل له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"نحن معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم ." 
فالعقول تتفاوت درجة استيعابها لنفس المعلومة من فرد لآخر على مستوى الأفراد وكذلك العقل الجمعي للأمة يختلف فهمه للمسألة من زمن لآخر وهذا يسبب تبدل الأعراف ,لذلك وجب أن يراعى في الخطاب الديني هذا التفاوت النسبي في الاستيعاب كسنة اجتماعية وكفطرة جماعية 
والخطاب الديني في الوقت الراهن تم تحويله إلى رهينة إعلامية,أفرزت للوجود دعاة نجوم على القنوات الفضائية يقدمون خطاب ديني استهلاكي كمهدئات ترهن الأمة في أحلام اليقظة ,فبدل أن يكون مرسل الخطاب الديني طبيب يدرس الأعراض ليشخص المرض فيصف الدواء للأمراض الاجتماعية , تحول إلى مقدم برنامج ما يطلبه المستمعون أو ما يريده المشاهدون ولنتخيل معا ماذا لو طلب طبيب من مريض هو لم يعلم بعد بمرضه أي دواء سيعطيه له؟؟؟
كما أن الخطاب الديني يجب أن يكون واقعي ينطلق من المجتمع ليعود إليه , لا يتوه في عالم المثل أو التركيز على الغيبيات دون ما سواها أو العلوم الدينية التي لا علاقة لها بإصلاح المجتمع...
فالملاحظ اليوم ازدياد عدد الدعاة وتنوعهم حتى تحول كل داعية من مقدم برنامج دعوي إلى صاحب قناة دينية ومع هذا ازداد المجتمع تفككا وتحللا حتى أصبح الأمر يشبه متلازمة كلما ازداد المجتمع تفسخا ازدادت القنوات الدينية وتجارة الكتب الدينية
لذلك فالمجتمع اليوم يحتاج إلى مصلحين لا دعاة ,لأن الخطاب الديني فقد مصداقيته على يد الدعاة ,فتحول إلى كلام سياسي أحيانا وأحيانا أخرى إلى وسيلة للإثراء غير المشروع أخلاقيا , حتى أصبح المسلم الملتزم متهما داخل مجتمعه بالتكسب بالدين كأخف التهم , بسبب من استغل الخطاب الديني لتحقيق مصالح خاصة متاجرا بآمال الأمة 
لذلك فالخطاب الديني يجب أن يكون خطاب سلوكي واقعي على يد مصلحين اجتماعيين لا دعاة صنف منهم تحول إلى نجوم وفقاعات إعلامية وصنف آخر تحول إلى قضاة يحاسبون على النوايا كأننا في زمن محاكم التفتيش .

الفكرة الدينية: رؤوف بوقفة


نقصد بالفكرة الدينية فهمنا للدين, بمعنى أن الفكرة الدينية هي نتاج تفاعل العقل مع الدين ,فالدين باعتباره عامل ثابت مقدس تعهد الله بحفظه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
( الحجر /09) والفهم باعتباره نتاج عقلي فهو عامل متغير بالنسبة للأفراد والجماعات والأزمنة والأمكنة ,ففهم البدوي غير فهم الحضري وفهم المتعلم يختلف عن فهم غير المتعلم وفهم المعاصرين للرسول يختلف عن فهم العصر العباسي الذي هو بدوره يختلف عن العصر العثماني وعن عصرنا الحالي ,وذلك بسبب تفاوت الفهم بين الأشخاص : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الْأَلْبَابِ ﴾ (الزمر/09) وبحكم البيئة والزمان والمكتسبات والوراثة والاستعداد الفطري: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾( الحجرات 13) ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾( الإسراء 21) وباعتبار أن النص الديني جاء خطابا للعقل الإنساني ,فان العقل البشري يتلقى النص الديني لفهمه ثم يعيد صياغته ,فيضفي عليه في إطار سلسلة من الإسقاطات النفسية والزمنية والبيئية فيصبح عند ذلك فكرة دينية
و إن كان النص الديني مقدس ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾( فصلت 42) عند التلقي ,فانه بعد تفاعله مع العقل يصبح فكرة دينية متغيرة حسب الظروف لذلك قيل الفتوى تدور مع الزمان والمكان واعتبرت المصالح المرسلة احد مصادر التشريع الإسلامي وبرزت قاعدة لزوم تغير الفتوى عند تغير العرف وقاعدة العادة محكمة ( راجع ثر قاعدة تغير الفتوى بتغير الأزمان والأحوال لأحمد بن باكر بن صالح البكري وتغير الفتوى: أسبابه وضوابطه لأحمد بن عبد العزيز الحداد)
ولتوضيح الأمر لنعطي مثلا بالنص الديني الذي يحرم الاختلاء بالأجنبية , والفكرة الدينية للشافعي هي جواز اختلاء الشيخ بالمرأة العجوز ,وفتواه هذه أفتاها في العراق باعتبار أنه رأى أن المجتمع العراقي في وقته انعدام الشهوة عند كبار السن ,لكن الفكرة الدينية نفسها تغيرت عند نفس الشخص بعد نزوله مصر وملاحظته وجود شهوة عند كبار السن فيها ,فأفتى بحرمة اختلاء الشيخ بالمرأة العجوز
فالفكرة الدينية هنا تغيرت بسبب عنصر المكان ,كما أن الفكرة الدينية تتغير بتغير الأحوال :"وهو الذي جعل عمر بن عبد العزيز حينما كان واليا على المدينة المنورة يقبل القضاء بشهادة ويمين ولما كان في الشام رفض هذا,قيل له كنت تقبل هذا في المدينة ,فقال اني وجدت الناس في الشام على غير ما عهدتم عليه في المدينة ,فعندما تغيرت أخلاق الناس تغير الحكم ." كتاب موجبات تغير الفتوى في عصرنا / يوسف القرضاوي ص 51
كما أن الفكرة الدينية المتعلقة بالرق مثلا أو بالسبي تغيرت بتغير الزمان مع أنها كنص ديني ثابتة
وبالتالي فالنص الديني ثابت لا يتغير,أما الفكرة الدينية فهي متغيرة ,ومن الأخطاء القاتلة في الفكر الإسلامي إضفاء القدسية على الفكرة الدينية ورفعها لمرتبة النص الديني وما نتج على ذلك باتهام المخالف للفكرة الدينية بالفسق والتبديع وحتى الكفر.

الجلسة الرابعة : صناعة القابلية /البرمجة السلبية الجماعية/رؤوف بوقفة




بعد أن رأينا في الجلسة السابقة كيفية صناعة قابلية فردية عن طريق برمجة سلبية في شكل قصة الفيل نيلسون , نتطرق في هذه الجلسة إلى البرمجة السلبية الجماعية عن طريق صناعة قابلية جمعية ممنهجة ومنظمة تحكمها قوانين ومنهج نبسطها في شكل تجربة علمية خطيرة ومفزعة نتائجها ودلالاتها تعرف بالقردة الخمسة
قصة القردة الخمسة:
أحضر باحث خمسة قرود، ووضعها في قفص! وعلّق في منتصف القفص حُزمة موز، وضع تحتها سُلّماً. بعد مدة قصيرة
وجد أن قرداً ما من المجموعة اعتلي السُّلم محاولاً الوصول إلى الموز. ما أن وضع يده على الموز، حتى أطلق الباحث رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل حاول قرد آخر أن يعتلي نفس السُّلم ليصل إلى الموز
كرِّر الباحث نفس العملية ، رُش القردة الباقين بالماء البارد. كرِّر العملية أكثر من مرة
بعد فترة وجد أنه ما أن يُحاول أي قرد أن يعتلي السُّلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من الماء البارد.
الآن
سنبعد الماء البارد، ونخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، ونضع مكانه قرداً جديداً (لنسميه سعدان) لم يُعاصر ولم يُشاهد رَش الماء البارد. سرعان ما سيذهب سعدان إلى السُّلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم سعدان أنه إن حاول الآن سنخرج قرداً آخر ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد (غير القرد سعدان)، وندخل قرداً جديداً عوضاً عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد.
القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه، بما فيهم سعدان على الرغم من أنه لم يُعاصِر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هناك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (عَلْقَة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يُشارك، رُبما بحماس أكثر من غيره بكَيل اللّكمات والصفعات للقرد الجديد
(ربما تعويضاً عن حُرقَة قلبه حين ضربوه هو أيضاً) !
قطف الموز سينال (عَلْقَة ً قِردَانيّة) من باقي أفراد المجموعة !

سنستمر بتكرار نفس الموضوع، ونخرج قرداً ممن عاصروا حوادث رش الماء، ونضع قرداً جديداً، وسيتكرر نفس الموقف. سنكرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء بقرود جديدة!
في النهاية سنجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كُل من يجرُؤ على الاقتراب من السُّلم
لماذا
لا أحد منهم يدري
لكن هذا ما وَجدَت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت إلى القفص

مالك بن نبي


مالك بن نبي


مالك بن نبي


mercredi 19 mars 2014

مالك بن نبي شروط النهضة


من مقدمة كتاب شروط النهضة. .أُنْشُوْدَةٌ رَمَزَيَّةٌ أي صديقي: * لقد حانت الساعة التي ينساب فيها شعاح الفجر الشاحب بين نجوم الشرق. * وكل من سيستيقظ بدأ يتحرك وينتفض في خدر النوم وملابسه الرثة. * ستشرق شمس المثالية على كفاحك الذي استأنفته، هنالك في السهل، حيث المدينة التي نامت منذ أمس ما زالت مخدرة. * ستحمل اشعاعات الصباح الجديد، ظل جهدك البارك، في السهل الذي تبذر فيه، بعيدا عن خطواتك. * وسيحمل النسيم الذي يمر الآن البذور التي تنثرها يداك ... بعيدأ عن ظلك. * ابذر يا أخي الزارع. من أجل أن تذهب بذورك بعيدا عن حقلك، في الخطوط التي تتناءى عنك ... في عمق المستقبل. * ها هي بعض الأصوات تهتف. الأصوات التي أيقظتها خطواتك في المدينة، وأنت منقلب إلى كفاحك الصباحي. وهؤلاء الذين استيقظوا بدورهم، سيلتئم شملهم معك بعدحين. * غنِّ! يا أخي الزارع! لكي تهدي بصوتك هذه الخطوات التي جاءت في عتمة الفجر، نحو الخط الذي يأتي من بعيد. * وليدوِّ غناؤك البهيج. كما دوّى من قبل غناء الأنبياء، في فجر آخر، في الساعات التي ولدت فيها الحضارات. وليملأ غناؤك أسماع الدنيا، أعنف وأقوى من هذه الجوقات الصاخبة التي قامت هنالك. * ها هم ينصبون الآن على باب المدينة التي تستيقظ، السوق وملاهيه، لكي يميلوا هؤلاء الذين جاؤوا على إثرك، ويُلهوهم عن ندائك. * وها هم قد أقاموا المسارح والمنابر للمهرجين والبهلوانات، لكي تغطي الضجة على نبرات صوتك. * وها هم قد أشعلوا المصابيح الكاذبة لكي يحجبوا ضوء النهار. ولكي يطمسوا بالظلام شبحك، في السهل الذي أنت ذاهب إليه. * وها هم قد جملوا الأصنام ليلحقوا الهوان بالفكرة. * ولكن شمس المثالية ستتابع سيرها دون تراجع، وستعلن قريبا انتصار الفكرة، وانهيار الأصنام، كما حدث يوم تحطّم "هُبل" في الكعبة.

مالك بن نبي


الشيخ محمد الغزالي


mercredi 12 mars 2014

في صفحتنا كتـــــــاب مالك بن نبي


قراءة ذكية جدا لفكر مالك بن نبي (من طرف).Leila El Mahi


إن المحلل للمنهج الذي اعتمده مالك بن نبي في تركيب الحضارة عموما، وفي المجتمع الإسلامي خصوصا، يلمس مدى استفادة مالك بن نبي من تكوينه الهندسي في تعامله مع الأسلاك ومع المادة، وفي تكوينه الإسلامي، في صقل عقله وقلبه، بما سماه بالظاهرة القرآنية، وما نتج عن ذلك لينعكس كله، في شكل منهج تحليلي تركيبي وظيفي ، وهو ما عرف عنه بالإبداع المنهجي، ممثلا في أول نظرية فلسفية، تاريخية دينية جسدها معادلته العجيبة التي تعيد إشكالية الحضارة إلى وجوب البدء لحل ثلاث مشكلات أساسية هي : مشكلة الإنسان، ومشكلة التراب، ومشكلة الوقت

ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻭﻫﻴﺒﺔ ﺗﻮﻣﻲ


ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻐﻨﻴﺔ ......... ﻭﻓﺎﺯﺕ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﺎﺭ ﺍﻛﺎﺩﻳﻤﻰ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﻧﻔﺘﺨــﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﻻﻛﺒﺮ ﻓﺨــﺮ ﺑﺎﻻﻑ ﺍﻟﻼﻳﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﺓ ﺑﺎﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻤﺼﺮ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻭﻫﻴﺒﺔ ﺗﻮﻣﻲ ) 14 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻄﻴﻒ

mardi 11 mars 2014

في صفحتنا كتاب..مولود قاسم نايت بلقاسم مقدمة من طرف....Clarc Xiaw


في صفحتنا كتـــــــــاب الموضوع الأساسي لهذا الكتاب هو الرد على من يزعمون بأن الجزائر ولدت مع الاستقلال ، وكانت نكرة بلا تاريخ قبل ذلك ، والمؤلف هنا يسوق الأدلة على أن الجزائر كانت ذات شأن قبل 1830 وخصوصا خلال الحكم العثماني ، فالجزائر كانت سيدة للبحر الأبيض المتوسط لثلاثة قرون متتالية ، وكانت من أوائل من اعترف باستقلال أميركا و أول من اعترفت بالجمهورية الفرنسية الأولى ، وهي التي أنقذت فرنسا من المجاعة والبؤس عندما أمدتها بقرض لشراء القمح وأمدتها بقرض عيني ولو كانت الجزائر في حالة فوضى والديات في واد والشعب في واد آخر فكيف تمكنت من الصمود في وجه أوربا بشرقها وغربها ومعها أمريكا ، ومن اين استمدت هذه الحصانة الغيبية الشهيرة ، والتي يصفها المؤرخ الامريكي سبنسر ويقول: "وقد أظهرت الوقائع الثابتة أن مختلف الحملات الأوربية ضد الجزائر قد أثبتت عجز السياسة الأوربية بالمعنى الجماعي حينما جوبهت بأمة قوية من الداخل مصممة متحدة". كما يصحح المؤلف مغالطة جاءت في دائرة المعارف الفرنسية بأن اسم الجزائر جاء من نحت فرنسي ولا يعود الى ما قبل 1831 ، فيقول بأن بأن الاسم جزائري بحت ، أطلقه بلكين بن زيري مؤسس الجزائر العاصمة والمدية ومليانة منذ أكثر من ألف سنة وعشرية حسب ابن خلدون ، بل ويقول المؤلف بأن اسم فرنسا هو الأجنبي وأصله ألماني

جميل جدا ان يترشف فتيات اليوم عبقرية مالك بن نبي لتكون النتيجة حجاب و افكار راقية من شانها ان تبني المجتمع


جميل جدا ان يترشف فتيات اليوم عبقرية مالك بن نبي لتكون النتيجة حجاب و افكار راقية من شانها ان تبني المجتمع شكرا

كتاب من أجل التغيير الفصل الاول ..المذهب الإقتصادي الإجتماعي المنتضر الصفحة ثالثة.


إنها بضاعة باهظة الثمن، وفي الوقت ذاته متقلبة في منحاها. فقد غدت قاعات المحاكم عندنا مسرحا للمناظرات الخطابية بين المرافعين الذين باتوا يصدرون الأحكام، ويمنعون القضاة من إعطاء الحكم بأنفسهم. كذلك، كان من الضروري توضيح ما يتعلق بالتنظيم النقابي. فالمسؤول عن الحزب قايد أحمد قد أدخل البهجة على صدورنا حين قدم توضيحات تضع هذا التنظيم في اتجاه وديناميكية جديدين. لقد تم بذلك تحقيق عمل ضخم على الصعيدين الأخلاقي والعقائدي. فنحن الآن بتنا نملك العقيدة الكاملة لتطورنا. وفي الواقع يجب علينا في الوقت الحاضر أن نجسد هذا التوضيح العقائدي على المستوى التقني، ونتطرق هنا إلى المرحلة الأصعب من عملية إعادة تنظيم هذه القطاعات: جهازنا الإداري والقضائي، وبنياتنا الاقتصادية والاجتماعية والضريبية. يجب وضع حد ل بعض العادات السيئة، وعلى الأخص فيما يتعلق بالعادات البيروقراطية التي تضع أعباء إضافية لا فائدة منها في مناهج التفكير (التخطيط) والتنفيذ عندنا، أو في إدارتنا للقطاع العام. وعلينا أن نفهم هنا أن كل ثغرة من ثغراتنا تحدث في جهازنا وفي مجتمعنا فراغا لابد أن يملأه شيء ما. والشعب يسد حتما هذا الفراغ، إما على حساب ضميره، أو على حساب ماله. ولكي نفهم ذلك، يجب اللجوء إلى الأمثلة الدامغة التي استخدمها الرئيس نفسه. فعلا صعيد الضرائب، تأتي صورة (المواطن الذي يلاحقه الشرطي) فتعطي مثالا ليس على حدث مادي فحسب، بل على حدث أخلاقي كذلك. فالمواطن الملاحق ليس مصابا في جيبه فقط، بل هو مصاب في وعيه لمواطنيته كذلك.

كتاب من اجل التغيير ...الفصل الاول ..المذهب الإقتصادي الإجتماعي المنتضر الصفحة الثانية


بذلك أصبحت الخطب الأربع هذه بمجملها وبالإضافة إلى خطاب السيد شريف بلقاسم، وزير الدولة للشؤون المالية والتخطيط، تشكل الهيكل الأساسي والضروري لصياغة وتدقيق وجمع الأفكار الرئيسة في قطاعات أساسية من سياستنا الداخلية. وحتى لو كانت هذه الأفكار موجودة من قبل، فإنها لم تكن تستطيع في حال التشتت والضياع الذي توجد فيه، أن تؤثر ديناميكيا وتصحيحيا على أسلوب الإنماء في بلدنا. إنها اليوم متحدة في قالب متكامل لابد وأن يعمل على تكوين نظام سياستنا الداخلية. وإذا وضعنا جانبا القيمة الخاصة لهذه الأفكار على الصعيد التقني، يتوجب علينا بادئ ذي بدء أن نشير إلى أنها تحمل على الصعيد الأخلاقي صدمة نفسية من شأنها أن تزيد التزام الشعب الجزائري بثورته. والواقع أن اللهجة المؤثرة التي عبر بها الرئيس بومدين عن هذه الأفكار، منحتها قيمة ثورية أورثت اندفاعا أيديولوجيا جديدا يهب على البلاد. فعلى المستوى العقائدي، هناك مفاهيم أساسية، لا يمكن لأي تقدم اقتصادي واجتماعي أن يتحقق بدونها، قد أعيد تقويمها أمام أبصارنا بل أمام أبصار كل مواطن جزائري. فقد كان ولا شك من الضروري أن يعاد تقويم مفاهيم المسؤولية، والعدالة، والاقتصاد، والنظام، في معانيها المألوفة والأخلاقية الأقرب للحس الفطري عند الشعب. ذلك أن هذه المفاهيم- كما أشار الرئيس إلى ذلك- فعلا قد قلل من شأنها التضخم والمزايدات الفوضوية. لقد كان هذا التوضيح ضروريا، على الأخص، فيما يتعلق بنظامنا القضائي. فالعدالة أصبحت- كما يعول بحق الرئيس- بضاعة يتعذر على الشعب الوصول إليها:

كتاب من اجل التغيير ..الفصل الاول ..المذهب الإقتصادي الإجتماعي المنتضر الصفحة الاولى.


فلنركز على نقاط ضعفنا كي نحضر أسس ثورتنا بشكل أفضل. لقد كانت الصحف التي صدرت في الأول من نوفبر الماضي محقة، حين أشارت إلى أن عيد الاستقلال هذا كان مختلفا عن سائر الأعياد التي سبقته. في الحقيقة، وقف شعبنا هذه المرة أيضا خاشعا لذكرى شهدائه، وشيع- في موكب مهيب- رفات أبنائه الذين استشهدوا خارج أرض الوطن، إلى مثواهم الأخير. لكن المناسبة ترتبط فوق ذلك بحدث دولي ووطني ذي طابع خاص جدا. ونحن إذ نترك لمحررينا في السياسة الخارجية الاهتمام بالتعليق على الأمر الدولي، فإننا- على الصعيد الوطني- نستطيع أن نقول دون مبالغة منا: إن عيدنا الوطني الأخير هذا يتطابق مع انعطافة حاسمة في سياستنا الإنمائية. وربما سيأتي من يقول في المستقبل: إن الأسبوع أو الأيام العشرة من خطوة (إلى الأمام) هي على وجه الدقة أسبوع أو أيام هذا العيد. لقد دخلت البلاد في مرحلة جديدة مع الخطابات الأربعة الأخيرة التي ألقاها رئيس الدولة في نادي الصنوبر. كان الخطاب الأول، كما نتذكره، بمناسبة اجتماع كادراتنا الإدارية عشية الأعياد. وكان الثاني في الغداة موجها لكادرات العمال. أما الثالث والرابع فقد توجه فيهما الرئيس غداة هذه الأعياد إلى كادرات القضاء والكادرات الاقتصادية- الاجتماعية.

رؤوف بوقفة


lundi 10 mars 2014

السياسيين ذوي التوجه الإسلامي./Houssam Eddine Bouhedja


نلاحظ في امتنا العربية والاسلامية الكثيير من السياسين ذات التوجه الاسلامي ينادون بقيام دولة اسلامية مرجعيتها الاسلام ولكن عندما تسأل احدهم كيف تكون هذه الدولة ؟ ماهي مميزاتها في الاقتصاد...؟ كيف تتعامل مع الاجانب ..؟ ماهي السياسة المتبعة..؟ كيف تطبق الشورى..؟وهل ترفضون الديمقراطية الغربية فلا يكادون يجيبونك وان أجابوك فلا يقنعونك..ليست هناك برامج حقيقية تعالج كل شي ولذلك فشلو في اقامة الدولة الاسلامية..بل والبوا الرأي العام عليهم نتيجة هذا الفراغ القاتل الذي تجاهلوه.. اليست هناك حاجة ماسة لايجاد الوسائل الكفيلة بوضع القيم العليا للحكم موقع التطبيق الفعلي ؟ ألا يجب ان تهتم فرق بحث متخصصة بايج
اد الآليات الكفيلة بنقل مبدأ الشورى بكونه نصيحة فقط ..الى كونه مطلبا ملزما؟.................

من اقوال مالك بن نبي



كتاب . من أجل التغيير . الفصل الاول الاأفكار و البناء الإجتماعي. . .الندوة التي عقدت في (نادي الصنوبر)، ستترك بدون شك نتائج إيجايية. إنما ينبغي القول بأن بعض المناقشات تتطلب الإيضاح، وبالخصوص تلك الخطب التي أطلقت عبر المناقشات من أجل الإثبات أو الإشارة إلى السمة العالية للفكر الماركسي؛ فأفقدت القيمة الموضوعية لها بإطلاقها ذلك الادعاء. فاشتراكي ذو تكوين عالمي، لا يذهب إلى هذا الحد، ولا يدعي أبدا أنه يمكن عرض الاشتراكية، كما يعرض العلم الموضوعي، كالكيمياء مثلا (1). فماركس نفسه أوضح من ناحية أخرى خصائص طريقته تقريبا في هذه العبارات "الفلاسفة حتى الآن فسروا العالم، أما نحن فنريد تحويله". فالاشتراكية لا يمكن النظر إليها كعلم إلا في هذا الإطار، أعني بقدر ما تقتضيه التقنية الاجتماعية لتحقيق فكرة جديدة. فتفسيره للعالم عبر مسلمتيه: المادية الجدلية والمادية التاريخية، يتضمن منذ البداية منهجا ميتافيزيكيا، أفضى في جوانب أخرى لعناء كبير، كذلك العناء الذي ألم بالعالم حينما أراد أن يجدد ضمن التفسير الماركسي بعض ظواهر نظريته، في علم الفلك الفيزيائي، في كتابه (العالم - الحياة- العقل). لكن الندوة احتفظت من ناحية أخرى باتصال ولود. وأخص خطاب الرئيس بومدين، الذي طرح للتأمل أكثر من مصطلح. وإذا كانت هنالك أسباب جعلتني في مقالي الأخير أتحدث عن المظاهر الاقتصادية للندوة، .يرجي التحليل و المناقشة .