مؤلفات مالك بن نبي

dimanche 30 mars 2014

القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش ** الحلقة (23)

القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش ** الحلقة (23)
اقتناعه الشحصي
مقياسه الظاهري
مقياسه العقلي
السلام عليكم .. مساء الخير
موضوع اليوم هو اقتناعه الشخصي
مقياسه الظاهري
مقياسه العقلي
هذا الموضوع الذي يقع دائما في سياق كفية الوحي عند المؤلف مالك بن نبي
نواصل من حيث توقفنا في الجلسة الماضية في منتصف ص 151 .. حيث يستمر المفكر مالك بن نبي في الحديث عن المقياس العقلي وأيضا الظاهري لوقوع ظاهرة الوحي مميزا لها عن الظواهر النفسية العادية التي تقع لجميع الناس والتي يمكن إخضاعها للدراسات العلمية النفسية كما أراد الدارسون الغربيون ومنهم المستشرقون وحتى تلاميذهم العرب والمسلمون التعامل مع ظاهرة الوحي من إجل الوصول إلى نفيها .. يتحدث مالك عن الحالة الأولى لتلقي الوحي وفي هذا يعتبر الرسول هو الشاهد "الممتاز" على حدوث الظاهرة أي أنه لا شاهد آخر غيره مما يعني أن الظاهرة خاصة ولا يشترك فيها معه أحد اللهم إلا مثيلاتها لدى الأنبياء والمرسلين ويبقى ما هو خاص به لا يشاركه فيه أحد .. ويذهب مفكرنا في هذا الصدد إلى حد اعتبار جهاز الاستقبال الحسي والملاحظة عند الرسول (ص) يتميز عن مثيله عند بقية البشر يقول: (وفي محيط النبوة يمكن أن نتصل بوضع خاص بالنبي في استقبال موجات ذات طبيعة خاصة). مما يدفع إلى التساؤل هل طبيعة الجسم النبوي وأحاسيسه بالتالي تختلف عن تلك التي لجميع الناس؟ وإن كان سياق حديث فيلسوفنا لا يذهب هذا المذهب بل يؤكد البشرية الخالصة لشخص النبي لكنه في مسألة الوحي يجعله متكيفا مع هذه الظاهرة الخاصة ومكتسبا لقدرات ربما يمكن لجميع البشر أن يكتسبوها لو مروا بنفس التجربة وهكذا يضرب مالك بن نبي عصفورين بحجر واحد هما الحفاظ على الطبيعة البشرية الصرفة لشخص الرسول وفي ذات الوقت تميزه عن باقي الناس نتيجة تكيف يحصل له بسبب تعامله مع ظاهرة الوحي الخاصة به كواحد من الأنبياء والرسل وليست متيسرة لجميع البشر الآخرين لا بطبيعتهم ولكن لأنهم لم يمروا بنفس الحالة ولم يخوضوا نفس التجربة. ثم يروي المؤلف الحالة النفسية الصعبة لتلقي الوحي في المرة الأولى ثم في الثانية حيث حضر جبريل حسيا في هيئة رجل شاهده محمد رسول الله وتلقى منه أمر "اقرأ". نهاية ص 151. في الصفحة الموالية 152 يواصل المؤلف وصف الظاهرة التي جاءت هذه المرة مسموعة ومرئية وهي تثبت بما يدع مجالا للشك أنها ليست خيالا ولا هلوسة وإنما هي ظاهرة حقيقية لا يرقى إليها الشك ولا يتطرق بأي حال من الأحوال في منظور النقد الذاتي للنبي وهو يتأكد مما يعتري حواسه وشخصه من معاناة كبيرة لظاهرة لم يسبق له معرفتها ولا التعامل معها .. ومما يزيد الظاهرة تأكيدا هو أمر القراءة الموجه إلى أمي يقول بن نبي وهذا تكون المشاهدة التي قام بها النبي للظاهرة محيرة ومتشابكة مختلطة مما يجعله يحزم أمره ويعود سريعا من غار حراء إلى مكة مضطربا كما لم يحصل له أبدا خائر القوى في حاجة إلى من يساعده ويطمئنه فتقوم خديذة بما أمكنها من ذلك فينام إلا أنه يستفيق مرتعبا على صوت كان قد استمع إليه في غار حراء يناديه (قم فأنذر) .. [المدثر 2/74]
ولأول مرة هنا يدرك النبي أهمية ظاهرة الوحي في حياته الخاصة مما جعله يعبر عن ذلك الاقتناع محدثا خديجة: (لقد أمرني جبريل أن أنذر الناس, فمنذا أدعو, ومنذا يستجيب؟), إنه يقين يقول مالك بن نبي نلاحظ فيه شكا بالرغم من أنه يقين لا يتزعزع حتى نهاية الدعوة ومما يشهد على ذلك جوابه لعمه أبي طالب عندما عرضت عليه قريش عروضا مغرية ليتخلى عن الدعوة مقابلها, لكنه مع ذلك لم يكن متيقنا من النجاح نظرا للوضع الخارجي الصعب .. ما ذا يكون رد فعل الناس؟ إن استجابتهم شبه مستحيلة بالرغم من اليقين الذي لا يتزعزع الحاصل في نفس الرسول على أن الدعوة رسالة ربانية لا ريب فيها (نهاية ص 152) .. ولنتوقف هنا لنشرع في المرة القادمة من بداية ص 153.
______________

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire