حضارة السراب :
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39)
ينتج الفكر الأعرابي حضارة سرابية شيئية والتي قوامها تجميع الأشياء فهي حضارة تراكمية تجميعية للأشياء المادية وكما أن تجميع اللبنات مع الرمل و الماء و الاسمنت لا يعطي لنا جدار إسمنتي بل يعطي لنا كومة أشياء فكذلك قوام الحضارة الشيئية حضارة لا تقوم على فكرة ولا على الأشخاص بل على الأشياء فان حدث وسقطت الأشياء سقطت الحضارة ولم تقم لها قائمة بعد ذلك , فالحضارات التي قامت على الأفكار إن حدث ودمرت بفعل الحروب ( اليابان وألمانيا مثلا) فإنها سرعان ما تعاود النهوض لكن الحضارات التي قامت على الأشياء ( البترول مثلا) فانه في حالة حدوث كارثة بشرية (حروب) أو طبيعية ( زلزال...) أو نفاذ البترول فإنها ستنهار ولن تقوم لها قائمة فنماذج (ما يفعله أغنياء البترول العرب بثروة البترول من بطر وتبذير في بذخ أسطوري مبتذل لم يعد مقبولاً لا بمقاييس الأخلاق ولا الذوق الرفيع ولا أحكام الــــدين.
وهي أفعال تتساوى في مساوئها وسقوطها في سلُّم القيم الإنسانية على مستوى الأفراد والمسؤولين في مؤسسات الحكم المختلفة.
على مستوى الأفراد لا يحتاج المراقب لأكثر من التجوال في شوارع لندن التجارية ومناطق سكنها الفاحشة الأثمان ليرى العجب العجاب.
فأن يسوق شباب خليجيون سيارات فارهة مطلية بالذهب وتصل أسعار بعضها إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني، أو أن يفاخر أحدهم بأنه اشترى رقم سيارته في مزاد علني في بلاده بتسعة ملايين جنيه، أو أن يتبختر أحدهم بأنه نقل سيارته الأعجوبة من بلاده إلى لندن بواسطة طائرته الخاصة، أو أن يزور أحدهم متجر مجوهرات فلا يخرج منه إلاُ وقد صرف عشرين مليون جنيه، أو أن يدفع بعضهم مئة مليون جنيه لشراء شقًّة فاخرة تطلُّ على منتزه هايد بارك، فأن يحدث كل ذلك من قبل أناس لم يمارسوا قط الإنتاج أو الإبداع أو العمل المضني فانه بطر مجنون لا بد من طرح ألف سؤال وسؤال بشأنه كظاهرة مرضية تثير الغثيان ولا بد أيضاً من مساءلة المجتمعات والأنظمة السياسية التي فرًّخت تلك الظاهرة العبثيًّة.
على مستوى الحكومات تعبت الأقلام وجفًّ حبرها وهي تكتب عن عبثية الصًّرف على شراء أسلحة لا تستعمل، على إعلام يهبط بأذواق الناس ويكذب عليهم ويقودهم إلى جحيم الصٍّراعات المذهبية والقبلية والعرقية، على قصور ويخوت وطائرات خاصة عزًّ نظيرها في قصص ألف ليلة وليلة، على اقتصاد ريعي لا يبني تنمية إنتاجية - معرفية مستدامة وإنٌّما يلعب بالمال البترولي في ساحات القمار والمضاربات العقارية والأسهمية ومن ثمًّ تذرف الحكومات الدًّمع على تراجع خدماتها الأساسية الإنسانية في حقول الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للأطفال والمسنٍّين والعجزة والمهمُّشين والفقراء، وماذا تفيد دموع التماسيح وعجز الإرادة.
لكن دعنا نورد لهؤلاء وأولئك ما حدث لدولة الأرجنتين، دولة السًّمن والعسل في القرن التاسع عشر فلعلُّنا نأخذ العبر قبل فوات الأوان.
يذكر الكاتب الإنكليزي ألن بيتي في كتابه ' الاقتصاد الكاذب ' الذي يراجع تاريخ الاقتصاد في العالم، بأن الاقتصاد الأرجنتيني كان مشابهاً إلى حد كبير و واعداً بنفس المستوى للاقتصاد الامريكي. لقد كان كلاهما بلداً زراعياً وغنياً.
لكن مع مرور الوقت استعمل الامريكيون فائض ثروتهم الزراعية الهائلة لبناء اقتصاد صناعي من خلال استيرادهم للفكر الصناعي الأوروبي.
أما الأرجنتين فإنها استعملت فوائض ثروتها الزراعية الكبيرة لاستيراد بضائع البذخ والرفاهية من أوروبا ولصرف جزء كبير من تلك الثروة على حياة البذخ والابتذال التي عاشتها الأقلية الفائقة الغنى الأرجنتينية في مدن أوروبا.
ونتيجة لذلك الفرق الهائل في الفهم والفعل بين البلدين انتهت أمريكا بالتقدم الزراعي والصناعي والتكنولوجي الهائل الذي نراه أمامنا، بينما انتهت الأرجنتين بإعلان إفلاسها المدوي منذ عشر سنوات وهبوطها من عاشر اقتصاد في العالم في الخمسينات من القرن الماضي إلى البؤس الذي تعيشه الآن كدولة من العالم الثالث الذي يكافح ويتعثًّر في نموه.
الأغنياء في الأرجنتين الذين ملكوا ثروة بلادهم الأساسية، ولكنهم ببلادة وطيش أضاعوها عبر العصور، يشبهون إلى أبعد الحدود أغنياء البترول في بلداننا، من الذين يتحكمون في ثروة هائلة وناضبة، ويمارسون نفس السًّفه:
إنهم يكتفون باستيراد البذخ وعيش البذخ ويرفضون تنمية العلم والتكنولوجيا والإنسان واستيراد الأفكار العظيمة القادرة إلى الدفع إلى الأمام.
إنهم سيدفعون بلداننا، عاجلاً وآجلاً، نحو نفس المصير الأرجنتيني:
إضاعة فرصة تاريخية قد لا تعود وانحدار تدريجي نحو الإفلاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
عبر قرنين من الزمن عرفت عواصم الغرب سفهاً أرجنتينيا أضاع البلاد وأفقر العباد، وذلك من قبل أقليًّة معتوهة جاهلة.
اليوم تجوًّل في عواصم الغرب لترى أقلية عربية معتوهة جاهلة تفعل الأمر نفسه وتقود نحو إضاعة البلاد وإفقار العباد.) (مقال بعنوان : ثروة البترول العربية ودرس الأرجنتين لعلي محمد فخرو )
وبالتالي فالحضارة الشيئية حضارة كاذبة سرابية واهمة كجنة المسيح الدجال أو مثل السراب وسط الصحراء فأصحاب الحضارة السرابية يحسبون انهم متحضرين قد بلغوا أوج الحضارة ينظرون لغيرهم نظرة دونية فان حدث الظمأ الحضاري بسبب نفاذ الثروات الباطنية من بترول وغاز اكتشفوا وهم حضارتهم وسرابها وزيفها فكانوا بحق في دائرة الكفر الحضاري لأنهم كانوا مؤمنين بالصنمية الحضارية القائمة على الشيئية لا الحضارة المتكاملة بأقانيمها الثلاثة أقنوم الانسان (المورد البشري ) وأقنوم الوقت وأقنوم التراب "لأن الحضارة هي التي تلد منتجاتها وسيكون من السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة حين نريد أن نصنع حضارة من منتجاتها "( شروط النهضة ص 47 بن نبي) " والعالم الاسلامي يعمل منذ نصف قرن على جمع أكوام من منتجات الحضارة,أكثر من أن يهدف الى بناء حضارة " ( ن م ص 48)
والحضارة السرابية حضارة قائمة على السفه الفاعلون فيها سفهاء وجب الحجر عليهم , وقد عمل الفاعلون فيها على نشر السفه أفقيا وجعله يخالط ويمس كافة الفئات الاجتماعية والعمرية كوسيلة لحماية نفوذهم وحكمهم فحكام الحضارة السرابية يعملون على توفير حضارة الشهوة واللذة والمتعة والنشوة بحجة عدم نسيان نصيبنا في الدنيا في إطار الحلال باستيراد المنتجات الحضارية , بينما يعملون جاهدين على إقصاء الفكر والعقل من حضارتهم الوهمية ,لأن الفكر والعقل سيعمل على إيقاظ أهل الحضارة السرابية فيكتشفون أنهم كانوا يعيشون في حلم وردي جميل وزيف واقعي كبير فيعملون على تغيير واقعهم بداية بتغيير مسئوليهم بعد أن يحملوهم السبب في عيشهم حضارة سرابية ستكون هزاتها الارتدادية وبالا عليهم وان كنا منعنا شرعا أن لا نؤتي أموالنا للسفهاء ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ النساء (5) - فالأوجب منه أن لا نؤتي أوطاننا للسفهاء حتى لا يقيموا لنا حضارة سرابية ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39)
بوقفة رؤوف
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39)
ينتج الفكر الأعرابي حضارة سرابية شيئية والتي قوامها تجميع الأشياء فهي حضارة تراكمية تجميعية للأشياء المادية وكما أن تجميع اللبنات مع الرمل و الماء و الاسمنت لا يعطي لنا جدار إسمنتي بل يعطي لنا كومة أشياء فكذلك قوام الحضارة الشيئية حضارة لا تقوم على فكرة ولا على الأشخاص بل على الأشياء فان حدث وسقطت الأشياء سقطت الحضارة ولم تقم لها قائمة بعد ذلك , فالحضارات التي قامت على الأفكار إن حدث ودمرت بفعل الحروب ( اليابان وألمانيا مثلا) فإنها سرعان ما تعاود النهوض لكن الحضارات التي قامت على الأشياء ( البترول مثلا) فانه في حالة حدوث كارثة بشرية (حروب) أو طبيعية ( زلزال...) أو نفاذ البترول فإنها ستنهار ولن تقوم لها قائمة فنماذج (ما يفعله أغنياء البترول العرب بثروة البترول من بطر وتبذير في بذخ أسطوري مبتذل لم يعد مقبولاً لا بمقاييس الأخلاق ولا الذوق الرفيع ولا أحكام الــــدين.
وهي أفعال تتساوى في مساوئها وسقوطها في سلُّم القيم الإنسانية على مستوى الأفراد والمسؤولين في مؤسسات الحكم المختلفة.
على مستوى الأفراد لا يحتاج المراقب لأكثر من التجوال في شوارع لندن التجارية ومناطق سكنها الفاحشة الأثمان ليرى العجب العجاب.
فأن يسوق شباب خليجيون سيارات فارهة مطلية بالذهب وتصل أسعار بعضها إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني، أو أن يفاخر أحدهم بأنه اشترى رقم سيارته في مزاد علني في بلاده بتسعة ملايين جنيه، أو أن يتبختر أحدهم بأنه نقل سيارته الأعجوبة من بلاده إلى لندن بواسطة طائرته الخاصة، أو أن يزور أحدهم متجر مجوهرات فلا يخرج منه إلاُ وقد صرف عشرين مليون جنيه، أو أن يدفع بعضهم مئة مليون جنيه لشراء شقًّة فاخرة تطلُّ على منتزه هايد بارك، فأن يحدث كل ذلك من قبل أناس لم يمارسوا قط الإنتاج أو الإبداع أو العمل المضني فانه بطر مجنون لا بد من طرح ألف سؤال وسؤال بشأنه كظاهرة مرضية تثير الغثيان ولا بد أيضاً من مساءلة المجتمعات والأنظمة السياسية التي فرًّخت تلك الظاهرة العبثيًّة.
على مستوى الحكومات تعبت الأقلام وجفًّ حبرها وهي تكتب عن عبثية الصًّرف على شراء أسلحة لا تستعمل، على إعلام يهبط بأذواق الناس ويكذب عليهم ويقودهم إلى جحيم الصٍّراعات المذهبية والقبلية والعرقية، على قصور ويخوت وطائرات خاصة عزًّ نظيرها في قصص ألف ليلة وليلة، على اقتصاد ريعي لا يبني تنمية إنتاجية - معرفية مستدامة وإنٌّما يلعب بالمال البترولي في ساحات القمار والمضاربات العقارية والأسهمية ومن ثمًّ تذرف الحكومات الدًّمع على تراجع خدماتها الأساسية الإنسانية في حقول الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للأطفال والمسنٍّين والعجزة والمهمُّشين والفقراء، وماذا تفيد دموع التماسيح وعجز الإرادة.
لكن دعنا نورد لهؤلاء وأولئك ما حدث لدولة الأرجنتين، دولة السًّمن والعسل في القرن التاسع عشر فلعلُّنا نأخذ العبر قبل فوات الأوان.
يذكر الكاتب الإنكليزي ألن بيتي في كتابه ' الاقتصاد الكاذب ' الذي يراجع تاريخ الاقتصاد في العالم، بأن الاقتصاد الأرجنتيني كان مشابهاً إلى حد كبير و واعداً بنفس المستوى للاقتصاد الامريكي. لقد كان كلاهما بلداً زراعياً وغنياً.
لكن مع مرور الوقت استعمل الامريكيون فائض ثروتهم الزراعية الهائلة لبناء اقتصاد صناعي من خلال استيرادهم للفكر الصناعي الأوروبي.
أما الأرجنتين فإنها استعملت فوائض ثروتها الزراعية الكبيرة لاستيراد بضائع البذخ والرفاهية من أوروبا ولصرف جزء كبير من تلك الثروة على حياة البذخ والابتذال التي عاشتها الأقلية الفائقة الغنى الأرجنتينية في مدن أوروبا.
ونتيجة لذلك الفرق الهائل في الفهم والفعل بين البلدين انتهت أمريكا بالتقدم الزراعي والصناعي والتكنولوجي الهائل الذي نراه أمامنا، بينما انتهت الأرجنتين بإعلان إفلاسها المدوي منذ عشر سنوات وهبوطها من عاشر اقتصاد في العالم في الخمسينات من القرن الماضي إلى البؤس الذي تعيشه الآن كدولة من العالم الثالث الذي يكافح ويتعثًّر في نموه.
الأغنياء في الأرجنتين الذين ملكوا ثروة بلادهم الأساسية، ولكنهم ببلادة وطيش أضاعوها عبر العصور، يشبهون إلى أبعد الحدود أغنياء البترول في بلداننا، من الذين يتحكمون في ثروة هائلة وناضبة، ويمارسون نفس السًّفه:
إنهم يكتفون باستيراد البذخ وعيش البذخ ويرفضون تنمية العلم والتكنولوجيا والإنسان واستيراد الأفكار العظيمة القادرة إلى الدفع إلى الأمام.
إنهم سيدفعون بلداننا، عاجلاً وآجلاً، نحو نفس المصير الأرجنتيني:
إضاعة فرصة تاريخية قد لا تعود وانحدار تدريجي نحو الإفلاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
عبر قرنين من الزمن عرفت عواصم الغرب سفهاً أرجنتينيا أضاع البلاد وأفقر العباد، وذلك من قبل أقليًّة معتوهة جاهلة.
اليوم تجوًّل في عواصم الغرب لترى أقلية عربية معتوهة جاهلة تفعل الأمر نفسه وتقود نحو إضاعة البلاد وإفقار العباد.) (مقال بعنوان : ثروة البترول العربية ودرس الأرجنتين لعلي محمد فخرو )
وبالتالي فالحضارة الشيئية حضارة كاذبة سرابية واهمة كجنة المسيح الدجال أو مثل السراب وسط الصحراء فأصحاب الحضارة السرابية يحسبون انهم متحضرين قد بلغوا أوج الحضارة ينظرون لغيرهم نظرة دونية فان حدث الظمأ الحضاري بسبب نفاذ الثروات الباطنية من بترول وغاز اكتشفوا وهم حضارتهم وسرابها وزيفها فكانوا بحق في دائرة الكفر الحضاري لأنهم كانوا مؤمنين بالصنمية الحضارية القائمة على الشيئية لا الحضارة المتكاملة بأقانيمها الثلاثة أقنوم الانسان (المورد البشري ) وأقنوم الوقت وأقنوم التراب "لأن الحضارة هي التي تلد منتجاتها وسيكون من السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة حين نريد أن نصنع حضارة من منتجاتها "( شروط النهضة ص 47 بن نبي) " والعالم الاسلامي يعمل منذ نصف قرن على جمع أكوام من منتجات الحضارة,أكثر من أن يهدف الى بناء حضارة " ( ن م ص 48)
والحضارة السرابية حضارة قائمة على السفه الفاعلون فيها سفهاء وجب الحجر عليهم , وقد عمل الفاعلون فيها على نشر السفه أفقيا وجعله يخالط ويمس كافة الفئات الاجتماعية والعمرية كوسيلة لحماية نفوذهم وحكمهم فحكام الحضارة السرابية يعملون على توفير حضارة الشهوة واللذة والمتعة والنشوة بحجة عدم نسيان نصيبنا في الدنيا في إطار الحلال باستيراد المنتجات الحضارية , بينما يعملون جاهدين على إقصاء الفكر والعقل من حضارتهم الوهمية ,لأن الفكر والعقل سيعمل على إيقاظ أهل الحضارة السرابية فيكتشفون أنهم كانوا يعيشون في حلم وردي جميل وزيف واقعي كبير فيعملون على تغيير واقعهم بداية بتغيير مسئوليهم بعد أن يحملوهم السبب في عيشهم حضارة سرابية ستكون هزاتها الارتدادية وبالا عليهم وان كنا منعنا شرعا أن لا نؤتي أموالنا للسفهاء ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ النساء (5) - فالأوجب منه أن لا نؤتي أوطاننا للسفهاء حتى لا يقيموا لنا حضارة سرابية ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ النور (39)
بوقفة رؤوف
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire